5 января 2012 г.

(На Русском) - Геноцид: Гарадаглы. Свидетельства. Факты. Фильм

(On English) - Genocide: Garadagli. Evidence. Facts.

На арабском: 

المذبحة: قاراداغلي. الأدلة. الحقائق. فيلم

أيْواز حسينوف: "أبناء قرية قاراداغلي قضوا على أفضل المرتزقة الأرمن من فرق آرامو وآرابو ومونتي ميلكونان "

إن المرتزقة الأرمن من فرق آرامو وآرابو وأفو (مونتي ميلكونان) المدعومين من فرقة المشاة رقم 366 من الجيش السوفياتي المتمركز آنذاك في خان كاندي إحتلوا في 17 فبراير عام 1992 قرية قاراداغلي التي تتمتع بأهمية إستراتيجية حيث أستشهد من جراء الإشتباكات من أجل قاراداغلي 91 إنسانا منهم 54 قُتلوا في يوم واحد. وحصيلة القتلى في الإشتباكات مع المرتزقة الأرمن في محافظة خوجاواند تساوي 145 شخصا منهم 15 مرأة و13 طفلا.
إن مقاتلي كتيبة الدفاع المحلية حاربوا حتى طلقة أخيرة وأظهروا شجاعة غير مسبوقة لكنهم وجدوا أنفسهم في المحاصرة نتيجة إنعدام الدعم والمساعدة من السلطة الأذربيجانية وتمكن عدد منهم الذين أسروهم المرتزقة الأرمن من تكبيد العدو الكلفة البشرية.
 
جاء إستحياء أحداث تلك الأيام الحافلة بالشجاعات والمآسي خلال مقابلة حصرية التي أجراها 1NEWS.AZ موقع الأخبار الإلكتروني مع أيواز حسينوف رئيس السلطة التنفيذية لمحافظة خوجاواند وقائد كتيبة الدفاع المحلية آنذاك وقديم الحرب.

بقدر معرفتي فإن قرية قاراداغلي كانت إلى جانب مدينة خوجالي إحدى النقاط الإستراتيجية الهامة في إقليم ناغورنو قاراباغ طالما وقعتا على طريق مارتوني-خان كاندي مما جعل الأرمن أن يسعوا إلى السيطرة عليهما. متى بدأت الغيوم تتلبد فوق قاراداغلي؟

في فبراير عام 1988 بعدما إتخذ القوميون الأرمن من المجلس الإقليمي لإقليم ناغورنو قاراباغ ذي الحكم الذاتي قرارا غير دستوري حول الإنفصال عن جمهورية أذربيجان الإشتراكية السوفياتية والإنضمام إلى جمهورية أرمينيا الإشتراكية السوفياتية بدأت الغيوم تتلبد فوق السكان الأذربيجانيين لهذا الإقليم. وقبل حدوث ذلك وجهنا إلى رئاسة الأحزاب والجهات الحكومية المختلفة رسائل مفادها أن الجانب الارمني يعد لمسيرات مضادة للأذربيجانيين تهدف إلى تأجيج النزاع ونزعة الإنفصال عن الجمهورية. وأبلغنا عن أن كل ذلك يلقى دعماً نشطاً من المبعوثون من أرمينيا وفي المحصلة النهائية يتحول إلى مشاكل ضخمة للجزء الأذربيجاني من سكان الإقليم. الأمر في أن المتطرفين الأرمن هددونا بصورة علنية مما أهلك تصورات بحل سلمي للنزاع.
قد إنفجر الوضع بعد أن أقرت جمهورية أرمينيا الإشتراكية السوفياتية بشرعية قرار المجلس الإقليمي لإقليم ناغورنو قاراباغ ذي الحكم الذاتي حول الإنضمام إلى أرمينيا مما شكل وضعا عسكريا وبداية تسليح مكثف لسكان الإقليم من الأرمن ونقل المرتزقة الأجانب إلى الإقليم. لقد وجدت قرى محافظة مارتوني (خوجاواند الحالية) نفسها في وضع عسير حيث كنا محرومين بالكاد من الإتصالات بالسلطة المركزية مما إضطرنا إلى تدبر فيما يتعلق بالدفاع عن أسرنا والسكان. إذن بدأ سكان القرى في تكوين وحدات الدفاع الذاتي وإقامة نقاط
 
الدفاع وحفر خنادق وبذلك تم إتخاذ ما أمكن للدفاع عن المرتزقة الأرمن.
متى تبين لديكم أن قرية قاراداغلي ستتعرض لمهاجمة المجموعات الأرمنية المختلفة ووحدات المرتزقة وفرقة المشاة رقم 366؟

الأمر في أنه إنطلاقاً من عام 1988 تعرضت المناطق السكنية الأذربيجانية في محافظة خوجاواند لمهاجمات المرتزقة الأرمن على وجه الدوام الأمر الذي أدى إلى محاصرة تدريجية لقرية قاراداغلي وغيرها من قبل العصابات الأرمنية التي وجدنا أنفسنا فيها أيضا. قد تدهور الوضع بعد إصدار الأمر من موسكو وعلى أساس مبادرة قيادة جمهورية أرمينيا الإشتراكية السوفياتية حول نزع أسلحة السكان الأذربيجانيين المحليين. وعلى خلفية مهاجمات المرتزقة الأرمن المدججين بالسلاح والمزودين بالمدرعات العسكرية وقاذفات صواريخ تم إدخال الجنود السوفيات في القرى الأذربيجانية الذين قاموا بنزع أسلحة القرويين من البنادق والاسلحة النارية الأخرى التي كانوا يملكونها.
هكذا أصبحنا عزلاً في وجه خطر وقوع المجزرة على أيدي المرتزقة الأرمن. وفي مثل تلك الأجواء كان قادة وحدات الدفاع المحلية وسكان القرى الأذربيجانية مضطرين لشراء بنادق الصيد من خلال بيع ممتلكاتهم والمواشي والمجوهرات رغما عن أن ذلك كان لا شيئا لمقاومة مجموعات المرتزقة الأرمن المتدججين بالسلاح والمدعومين من قبل فرقة المشاة رقم 366. غير أن سكان القرى الأذربيجانية إمتلكوا عزيمة لا تثنى عن دفاع أراضي آباءهم عن الغرباء الأرمن أيا كان ثمنه. وللأسف الشديد لم نتلق أي نوع من المساعدة من القيادة الأذربيجانية مهما كانت طلباتنا عديدة وكانت الزيارات للقرويين إلى باكو متكررة. 
    
متى إندلعت الإشتباكات تزهق أرواح من أجل قاراداغلي؟

كل السنوات الأربع من 1988-1992 صددنا بالسلاح مهاجمات العصابات الأرمنية وتراجع الوضع نحو السوء عندما أمرت قيادة الإتحاد السوفياتي بناءاً على طلب جمهورية أرمينيا الإشتراكية السوفياتية السلطات الأذربيجانية بنقل قسري لجميع اللاجئين الأذربيجانيين المشردين من أرمينيا من إقليم ناغورني قاراباغ. وأعتبر ذلك خطآ كبيراً لعبدالرحمان وزيروف وقيادة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأذربيجاني بأكملها اللذين نزولاً عند رغبة الجانب الأرميني والقيادة الإتحادية وجها لنقل قسري لللاجئين إلى باكو والمدن الأذربيجانية الأخرى. والأمر في أن الأرمن من البداية كانوا يخافون منا بسبب مدى قدراتنا وحينما بدأ وصول اللاجئين الأذربيجانيين من أرمنيا أخذ السكان الأرمن الذين سادت بينهم حالة الذعر في الإنتقال إلى أرمنيا بشكل عام. وفي مثل هذا الوضع المعقد أخذ المسلحون الأرمن في نوفمبر عام 1991 وهم يشعرون الإفلات التام من العقاب في تنفيذ خطة لتشريد قسري للسكان الأذربيجانيين. وكان توفير ضمان التفوق في الطرق الإستراتيجية الهامة من خوجاواند إلى خان كاندي ومن خان كاندي إلى أسجيران ومن ثم إلى أغدام من أهم مهمات المرتزقة الأرمن حيث قرروا لذلك تدمير كل القرى الأذربيجانية الواقعة على تلك الطرق. وشهد 31 أكتوبر عام 1991 إحتلال قريتي توق وسالاكاندلي التابعتين لمحافظة خوجاواند.
ثم جاء 19 نوفمبر عام 1991 لتحتل العصابات الأرمنية المدعومة من فرقة المشاة رقم 366 خوجاواند القرية الأذربيجانية الصغيرة القريبة من قلب محافظة مارتوني (خوجاواند الحالية) ومن ثم إنطلقت محاصرة قرية قاراداغلي ومدينة خوجالي الواقعتين على هذه الطرق المؤدية إلى خان كاندي والتي إمتدت لأربعة شهور. وفهمنا بشكل جيد أن الأرمن يسعون لتوسيع رقعة العمليات العسكرية في خان كاندي وقرانا أعاقت تقدمهم على خط المواجهة وتوفير كل ما يلزم للجنود. كما أدركنا أن الأرمن سيبيدوننا جميعاً بلا شك إذا لم يتوفر لنا الدعم من باكو.
               
إذن ما هي الإجراءات التي إتخذتموها لحماية وإنقاذ أرواحكم؟
 
في اليوم التالي، أي في صبيحة 20 نوفمبر أرسل أهالي قرية خوجاواند وقرانا الأخرى الذين شرّدهم الأرمن ببعثة إلى باكو كي تطلب المساعدة من القيادة الأذربيجانية. لقد إجتمعنا في أغدام وبدأنا مطالبة بمساعدة من قيادة جمهوريتنا. وآتى إلى أغدام على متن المروحية الوفد الحكومي برئاسة توفيق إسماعيلوف وزير الخارجية الراحل في أذربيجان. وطالبنا منه بإتخاذ الإجراءات من قبل قيادة الجمهورية لحمايتنا. ورد بأنهم يتوجهون إلى قرية خوجاواند التي إحتلها الأرمن لإستيضاح الواقع وإجراء المفاوضات مع الجانب الأرمني. وحاول شيوخنا للتو إثناء توفيق إسماعيلوف عن الذهاب إلى هناك لأن الأرمن لا يفرقون بين القرويين وممثلي القيادة الأذربيجانية أثناء القتل.
لكن أعضاء الوفد الحكومي لم يدركوا بعدُ أن إقليم قاراباغ يشهد بالفعل حرباً حقيقية وغادروا في هذا الإتجاه. في النتيجة أسقط المسلحون الأرمن في 20 نوفمبر عام 1991 بالقرب من قرية قاراكاند التابعة لمحافظة مارتوني (خوجاواند) مروحية حكومية التي أقلت صفوة أبناء أذربيجان بما فيهم جنود حفظ السلام من روسيا وكازخستان. وأسقط صاروخ حراري الذي أطلقه المرتزقة الأرمن تلك المروحية التي إحترقت تماماً ولقي 22 شخصاً جميعاً حتفهم.
  
ولم يتم إتخاذ أية خطوة لحماية الأراضي الأذربيجانية وسكانها حتى بعد العمل الإرهابي الذي إرتكبه المرتزقة الأرمن في 20 نوفمبر عام 1991؟
 
حقيقة الأمر بالذات هي أن القضاء على الوفد الحكومي قد ألحق بالقيادة الأذربيجانية صدمة التي فسرها الجانب الأرمني بأنها إشارة إلى الإحتلال السافر للأراضي الأذربيجانية. ومنذ ذلك التأريخ وقعت قرية قاراداغلي في محاصرة كاملة من قبل المرتزقة الأرمن ومن ثم إنقطع الإتصال الهوائي نتيجة كثافة إطلاق النار والصواريخ تجاه المروحيات الأذربيجانية. وفي هذه الظروف نحن ووحدة قتالية صغيرة تسللنا إلى قرية قاراداغلي كي نقوم بحمايتها ونقل الأطفال والنساء والشيوخ منها الذين بلغ عددهم 900 نسمة.    
وتحملنا مهمة توفير نقلهم منها بكل ما في وسعنا تجنيبا حدوث نفس الهمجية الأرمنية التي لحقت بمدينة خوجالي في 26 فبراير عام 1992 بعد عشرة أيام وأصبحنا شهودها. جاورت قرية قاراداغلي القرية الأرمنية كينخورد وهي رأس مسقط الكاتب/زوري بالايان باني الأيديولوجية الأرمنية القومية الفاشية. لقد كان الإتصال البري لقرية كينخورد بقلب محافظة مارتوني (خوجاواند) والقرى الأرمنية الأخرى إلى مدينة خان كاندي أختل بمعنى أن المرتزقة الأرمن نصبوا الحواجز في كل مكان، بينما كانت قرية قاراداغلي عقبة تمنعهم من توحيد قواهم مما إضطرهم إلى مد طريق إلتفافي جديد، ما دلل على شدة خوفهم منا.

هل أدرك وحدتكم وسكان قرية قاراداغلي أنهم محكومون على القتل على يد المرتزقة الأرمن؟
 
أجل، كلهم أدركوا حتمية القتل وفي هذه الأجواء كان لا بد من التدبر فيما ينقذ حياة 900 قروي طالما لم ننتظر دعماً أو مساعدة من باكو. وهؤلاء الذين إستطاعوا حمل السلاح ما أرادوا مغادرة قاراداغلي وكانوا مستعدين لتضحية بأرواحهم من أجل أراضيهم. ثم في 12 و16 يناير عام 1992 أخبرنا سكان قاراداغلي عبر جهاز لاسلكي أن المجموعات المسلحة من المرتزقة الأرمن وفرقة المشاة رقم 366 إحتشدت حول قريتهم وأنها تستعد لتدمير هذه النقطة السكنية وإبادة سكانها معاً.
 وأقدمنا على خطوة يائسة حيث قررنا تنفيذ مهاجمة مباغتة على قلب محافظة مارتوني (خوجاواند) بعدد قليل بغية إلهاء تركيز المجموعات الأرمنية من قرية قاراداغلي وإعادة تركيزها علينا. وفي ليلة 12 يناير قامت وحدتنا بمهاجمة مدينة مارتوني حيث تمركز مقر المجموعات الأرمنية المسلحة التابعة لآرابو وآرامو وأفو وتمكنا من إخراجهم من بعض جزء المدينة وتكبد الأرمن خسائر جسيمة وأضطروا إلى نداء الوحدات العسكرية التي حاصرت قرية قاراداغلي الأمر الذي سهّل لوحدتنا الأخرى في إجلاء الجزء من أهالي القرية.  
ثم في 16 يناير عندما حاصرت المجموعات الأرمنية قرية قاراداغلي محاصرة شديدة تفذت وحدتنا ضربة مفاجئة إلى قلب محافظة مارتوني وسيطرت على جزء أكبر من مدينة مارتوني وألحقت بالعدو خسائر بشرية بالغة. بالتوازي إستهل الأرمن بهجوم على قرية قاراداغلي إلا أن ورود الخبر عن سيطرتنا على نصف مدينة مارتوني أجبرهم على وقف الهجوم وإرسال قواهم لإنقاذ قلب محافظة مارتوني (خوجاواند). وفي هذه المعركة لم نلحق العدو بخسائر كبيرة فحسب بل ودمرنا آلات حربية وإستولينا على عدد كبير من الأسلحة والعتاد أيضا وبعد ذلك إنسحبنا لأن هدفنا الرئيسي إنحصر في إلهاء تركيز العدو وإنقاذ أهالي قرية قاراداغلي.

هل السيطرة مرتين على عرين المرتزقة الأرمن في مارتوني (خوجاواند) قد أسهمت شيئا في مساعدة أهالي قرية قاراداغلي؟

إن هاتين العمليتين الناجحتين بمارتوني قد وفرتا لنا الظروف لشبه إخراج أهالي قرية قاراداغلي بأكملهم. و كانت الفرقة المكونة من الشبان رفضت رفضاً قاطعاً تسليم قاراداغلي دون قتال. وفي 12 فبراير إحتل الأرمن القريتين الأذربيجانيتين المجاورتين هما ماليبايلي وقوشجولار وإثر ذلك هاجموا قاراداغلي على وجه الدوام وفهمنا أنهم يستهدفون هذه القرية الأذربيجانية الوحيدة الباقية بين مارتوني (خوجاواند) وستيباناكارد (خان كاندي). وأمر أفو (مونتي ميلكونان) القائد الميداني الأرمني قاطعيه للرؤوس بإحتلال القرية بأي ثمن كان. وثم بدأ المرتزقة الأرمن من المجموعات التابعة لآرامو وآرابو المدعومين من قبل فرقة المشاة رقم 366 فيما بين 14 و17 فبراير هجوماً على قاراداغلي الذي إمتد لأربعة ايام، غير أنهم فشلوا حيث لقوا حتفهم أكثر من 60 مرتزقا أرمنيا محترفا الذين تم جلبهم من الخارج. وقاتلت فرقة الدفاع الذاتي المكونة من شبان القرية إلى آخر طلقة وإلا بعد ذلك تمكنوا الأرمن من الدخول في القرية وأسر 118 مقاتلا متبقيا.
  
يعني شبان قرية قاراداغلي قدموا درسا حقيقيا للمرتزقة الأرمن من المجموعات التابعة لآرامو وآرابو وأفو (مونتي ميلكونان)؟
 
 نعم، كان ذلك درسا حقيقيا للمرتزقة الأرمن ونموذج شجاعة وجرأة لكلنا. بعد السيطرة على القرية قتل قاطعو الرؤوس الأرمن على الفور وبأقصى وحشية 33 شابا من شبانا. بعد ذلك حملوا الشاحنات بالشبان المتبقين وإقتادوهم نحو خان كاندي. وقرروا النازيون الأرمن في الطريق أن يقيموا "عرضاً" دموياً إذ أنهم حشدوا السكان الأرمن من القرى المجاورة وعلى مرأى منهم أطلقوا النار على مجموعات من الشبان الأسرى. وحينما توقفت الشاحنات على مقربة من قرية جاميات صدرت صرخة: "10 رجال لأسفل!" وقفز 30 شاباً وهتفوا بعد الحسر عن صدورهم: "أطلقوا النار على كلنا!" على أي حال عاقبناكم يا أيها بنو آوى ويمكننا أن نموت بضمير صاف!" وخلال إحدى تلك الوقفات فجّر أسيرنا الشاب قنبلة يدوية التي خبأها بيده وقضى إلى جانب نفسه على مجموعة كبيرة من المرتزقة الأرمن.
وعلى مرأى أهالي القرى الأرمنية بينهم الأطفال والنساء الذين إحتشدوا جرى قتل وتعذيب وحشي وقطع رؤوس عشرات الأسرى. هكذا إلا 52 أسيرا من أصل 118 أسيرا بقوا على قيد الحياة ووصلوا إلى خان كاندي، بيد أن الحصيلة المجملة تبين أن 91 مقاتلا لقوا حتفهم في المعارك من أجل قاراداغلي، يعني كل واحد من عشرة سكان قرية. 
بطولة وشجاعة غير مسبوقتين للقرويين الشباب من قرية قاراداغلي يجب أن تصبحا نموذجا يُحتذى به للشبان الأذربيجانيين بأسرهم. هؤلاء الشباب إستطاعوا القضاء على عدد كثير من المرتزقة والإرهابيين ذوي الخبرة والذين آتوا من الدول المختلفة ليحاربوا لصالح الجانب الأرمني لقاء المال. لقد إستطاع سكان قاراداغلي مواجهة المجموعات من المترزقة الأرمن أكثر تدريبا التابعة لآرامو وآرابو وأفو التي تميزت بقسوة حيوانية.

يأتي التباع

رضوان حسينوف



روايات عن أحداث قاراداغلي: أطلق المرتزقة التابعون لمونتي ميلكونان النار على الأذربيجانيين وعذّبوهم بوحشية وذلك على مرأى الجمهور الأرمن.  
 إن أهالي قرية قاراداغلي الناجين يدلون بالشهادات على المرتزقة الأرمن من الوحدات التابعة لمونتي ميلكونان وآرامو وآرابو.

الجزء الأول

الجزء الثاني
إن المرتزقة الأرمن من المجموعات التابعة لآرامو وآرابو وأفو (مونتي ميلكونان) بدعم ناري من فرقة المشاة رقم 366 المرابط في خان كاندي والتابع لرابطة الدول المستقلة إحتلوا في 17 فبراير عام 1992 قرية قاراداغلي ذات الأهمية الإستراتيجية. لقد أستشهد في المعارك ضد المرتزقة الأرمن 91 محاربا أذربيجانيا و54 منهم قُتلوا في يوم واحد بينما أشارت الحصيلة النهائية للمعارك ضد هؤلاء المرتزقة في محافظة خوجاواند إلى أن 145 محاربا أستشهدوا ومنهم 15 إمرأة و13 طفلا.
إن مقاتلي كتيبة الدفاع المحلية حاربوا حتى طلقة أخيرة وأظهروا شجاعة غير مسبوقة لكنهم وجدوا أنفسهم في المحاصرة نتيجة إنعدام الدعم والمساعدة من السلطة الأذربيجانية وتمكن عدد منهم الذين أسروهم المرتزقة الأرمن من تكبيد العدو الكلفة البشرية. 
 
لقد أجرت وكالة الأنباء الألكترونية 1news.az مقابلات حصرية مع أهالي قرية قاراداغلي بمحافظة خوجاواند الناجين الذين تقاسموا معها أحداث تلك الأيام الحافلة بجرأة وشجاعة وبطولة.
ناغييف سيمور خانلار أوغلو من مواليد 1961
:
في مطلع عام 1988 علمنا أن الأرمن ينظمون مظاهرات في قلب محافظة مارتوني (خوجاواند) ويناشدون مطاردة سكان المنطقة من الأذربيجانيين. في البداية لم ننتبه إلى ذلك، غير أنه وقعت في الوقت اللاحق أوائل الأعمال الإرهابية والهجمات من قبل المجموعات الأرمنية تكونت من سكان القرية والمرتزقة. وأدركنا للتو أن الأمر يتزايد خطورة والوضع يتفاقم بسبب إنعدام الدعم والمساعدة من باكو.
لقد دافع أهالي قاراداغلي عن قريتهم خلال السنوات الاربع من 1988 إلى 1992 عن طريق التناوبات في مواقعهم في حين ضيقت المجموعات الأرمنية حصارا على القرية وشهدت تلك السنوات الهجمات والإرهاب والقتل على أيد المسلحين الأرمن. وإنطلاقا من نوفمبر عام 1991 وقعت قرية قاراداغلي في المحاصرة التامة وحتى فبراير عام 1991 نحن يعني أهالي القرية بمساعدة الوحدة القتالية ليست الكبيرة التابعة لأيْواز حسينوف دافعنا بنجاح عن أنفسنا ضد مجموعات المرتزقة الأرمن التابعة لأفو وآرامو وآرابو.
ثم شهدت فترة من 14 إلى 17 فبراير إنطلاق إقتحام قاراداغلي من قبل المرتزقة الأرمن بدعم فرقة المشاة رقم 366 التابعة لرابطة الدول المستقلة، إلا أنهم فشلوا بتلك القوى الهائلة في كسر مقاومتنا والسيطرة على القرية. لقد تمكن مدافعو القرية الذين صمدوا حتى آخر طلقة من القضاء على أكثر من 50 مرتزقا بارزا وإلا بعد نفاد الذخائر الحربية إستطاعوا المرتزقة الأرمن أن يدخلوا في القرية ويأسروا الباقين من الأحياء ووعدوا بعدم قتلهم ونكثوا وعدهم وقتلوا على التو وبوحشية عالية 33 أسيرا.
و23 أسيرا منهم تم إطلاق النار عليهم في منطقة "بيليك باغي" وعلى إثر ذلك دفنوهم مع المصابين في حوض علف سيلاوي. ثم في الطريق إلى خان كاندي أوقفونا عدة مرات أمام الحشود من أهالي القرى الأرمنية بينهم النساء والأطفال وأقاموا "عرضاً" دموياً على مرأى منهم إذ أنهم أطلقوا النار على مجموعات من الأسرى وقطعوا رؤوس الآخرين أو عذبوهم دون هوادة. هكذا تم قتل عشرات الأسرى. من ثم قتلوا الأسيرين الإثنين على مقربة من ينبوع زاكي وكذلك الإثنين الآخرين في قرية جاميات.
في الحصيلة 52 أسيرا من أصل 110 أسرى وصلوا من قاراداغلي إلى خان كاندي. والذين إستشعروا سقوطهم على أيد المرتزقة الأرمن صرخوا في وجههم: "هذه هي أرضنا ونحن سعداء بأننا جعلنا أمهاتكم أن تذرف عيونهن الدموع والآن يمكن أن نستشهد بضمير صاف على أرضنا."
أنا مع الأسرى الآخرين أمضينا 40 يوما في المعتقل الأرمني في خان كاندي حيث تعرضنا للتعاذيب. مرةً وصل إلى خان كاندي ممثلو "الصليب الأحمر" وثم قاموا بتبادل الأسرى وأنجونا من المعتقل الأرمني. 45 من أصل 52 أسيرا نجوا وكان أخي من بين القتلى.

علييف طيار آمير خان أوغلو من مواليد 1964، من أفراد الشرطة لدى قرية قاراداغلي:
إني بصفتي من أهالي القرية وأفراد الشرطة أعرف بشكل جيد وقائع الإرهاب الأرمني في منطقتنا وأن أولائك المرتزقة كانوا يتمتعون بحماية القيادتين الأرمنية والروسية. لقد مارست المجموعات الإرهابية الأرمنية بصورة منتظمة الأعمال الإرهابية والقتل العمد بغية ترويع أهالي قرية قاراداغلي وإرغامهم على المغادرة.
في 24 نوفمبر عام 1990 3 من أهالي قاراداغلي قتلوا بقسوة على يد المرتزقة الأرمن بالقرب من مسار الطريق من خوجاواند إلى خان كاندي. في 9 يناير عام 1991 تعرضت السيارة من طراز "УАЗ" الواصلة إلى القرية لنيران كثيفة من قبل الأرمن مما أودى بحياة رجل وأدى إلى 4 إصابات و2 منهم لقيا حتفهما لاحقا.
في 8 مارس عام 1991 قتل الأرمن 2 آخرين من أهالي قاراداغلي وفي 28 يونيو من السنة ذاتها أحرقوا في المزرعة الواقعة على بعد 3 كم من القرية 6 إنسانا منهم 3 رجال و3 نساء. لقد طلبنا من القيادة الأذربيجانية حمايتنا وإتخاذ أجراءات تعاقب المجرمين، غير أننا لم نسمع إلا وعود فارغة.
وأنا شخصيا تحولت إلى ضحية العمل الإرهابي الأرمني ونجوت بأعجوبة إذ أن حافلة ركاب التي كانت تنقلنا على خط سير أغدام-قاراداغلي تعرضت في 8 سبتمبر عام 1991 وهي على قطعة 5 كم من مسار الطريق من خوجاواند إلى خان كاندي لإطلاق النار الكثيف من قبل الأرمن من الناحيتين للطريق الأمر الذي أدى إلى مقتل فوري ل6 نساء والمراهقين الإثنين ومقتل 5 ركاب آخرين فيما بعد جراء إصابات بليغة من إجمال 40 راكبا الذين كانت الحافلة تقلهم.
في 19 ديسمبر عام 1991 إحتل المرتزقة الأرمن من المجموعات التابعة لأفو (مونتي ميلكونان) وآرامو وآرابو قرية خوجاواند الواقعة بالقرب من قلب محافظة مارتوني (خوجاواند) وأحرقوها. وفي 8 يناير عام 1992 أصبح قرويان آخران هما علييف قاسيم الذي إشترك في الحرب الوطنية العظمى وجولوِيردييف مازاهير 23 عاما ضحية الإرهاب الأرمني نتيجة طلقات غديرة للمرتزقة الأرمن.
في 12 فبراير عام 1992 لحق نفس المصير بقريتي ماليبايلي وقوشجولار وأعقبتهما قريتنا قاراداغلي التي تعرضت لمحاصرة كثيفة من قبل مجموعات المرتزقة الأرمن. وفي مثل هذه الظروف بذلنا قصارى جهودنا لإجلاء النساء والأطفال من قرية قاراداغلي المحكوم عليها بالتدمير وإلا تشكيلة من الشباب و بعض المدافعين بقوا في القرية للدفاع عنها ومعهم النساء لمساعدتهم وإعداد الطعام. 
لقد فُقد شقيقي علييف وطن (من مواليد 1972) خلال مهاجمة المرتزقة الأرمن على قرية قاراداغلي وشقيقي الآخر علييف شاخروز أصيب بإصابة بليغة جراء المعارك الشرسة وتم أسره لمدة 52 يوما.
أريد أن أشدد على أن أغلبية المجموعات الأرمنية المهاجمة على قرانا شكلها المرتزقة من بلدان الشرق الأوسط والدول الأخرى الذين كانوا قتلة محترفين وإرتزقوا بقتل السكان المدنيين لقاء المال وهؤلاء قاطعي الرؤوس المرتزقة كانوا متزودين كاملا من قبل الجانب الارمني بالسلاح والمال وكل ما يُستلزم لممارسة الأنشطة الإرهابية على الأراضي الأذربيجانية.
لنذكّر بأنه قبل 19 سنة قتل المرتزقة الأرمن المتدججون بالسلاح بوحشية خاصة السكان المدنيين لقرية قاراداغلي حيث تم قتل وأسر معظم سكان القرية وتدمير 200 بيت ودار الثقافة ومبنى المدرسة يستوعب 320 شخصا ومبنى المستشفى والمباني الأخرى وأكثر من 800 ساكن تحولوا إلى المشردين.

رضوان حسينوف                     

Комментарии: