4 октября 2011 г.

إيباد حسينوف: "مونتي ميلكونان إسترحم مني وهو على ركبتيه"


مقابلة حصرية ل1NEWS.AZ مع إيباد حسينوف حائز على وسام "العلم الأذربيجاني"، قائد الوحدة الإستخباراتية التخريبية.

بعدما نشرنا المعلومات تروي عن قصة وفاة مونتي ميلكونان الإرهابي الأرمني الدولي الشهير فإن المشاركين في عملية القضاء عليه راجعوا إلينا وإتضح أن التفاصيل الحقيقية للقضاء على مونتي ميلكونان البطل الوطني الأرمني وهو طالب راميروس "أبو وائل" الإرهابي المعروف عالميا كانت قد خقيت على الطبقات الواسعة من الجمهور خلال سنوات طويلة لاسباب أمنية بحتة. وينبغى الإشارة إلى أن ميلكونان الإرهابي المحترف الذي كان من قادة "ASALA" المنظمة الإرهابية الارمنية قد نفّذ عشرات الأعمال الإرهابية أدت إلى مقتل الدبلوماسيين الأتراك المتواجدين في شتى دول العالم. لقد حارب ميلكونان على إمتداد سنوات عديدة في "النقاط الساخنة" المتفاوتة لا سيما ضد إسرائيل في لبنان وفي سهل البقاع وكان بعيد المنال للمخابرات الإسرائيلية.

أين كنتم تتواجدون أثناء إندلاع الحرب في قاراباغ؟

حينما وقع أول الإشتباكات القتالية مع المعتدين الأرمن في قاراباغ كنت أخدم في إحدى الوحدات العسكرية للجيش السوفياتي المرابطة في منطقة يمر عبرها نهر آمور. وهنا بالذات وصلنا خبر عن إقتحام الجيش السوفياتي لباكو في يناير عام 1990 وإراقة دماء مئات المدنيين. وأنا إلى جانب العساكر الآخرين من أذربيجان بدأت إضرابا عن الطعام وكنا مطالبين بالسماح بالعودة إلى وطننا. ولم نتوقف عن الإضراب مهما ضغطت علينا قيادة الوحدة وفي المحصلة النهائية أقدمت على خطوة غير مسبوقة إذ أنها نقلتنا للإحتياط لغاية إنتهاء فترة الخدمة مما أفسح مجالا للعودة السريعة إلى أذربيجان الملتهبة.



إلى أين توجهتم بعد عودتكم إلى وطنكم؟

فور وصولي إلى أذربيجان عام 1990 توجهتُ إلى محافظة مارتوني (خوجاواند حاليا) وهي رأس مسقطي وحاولت لتنظيم المقاومة ضد هجمات المقاتلين الأرمن على قرانا والسكان المدنيين الأذربيجانيين. وإلا في هذه الفترة إنطلقت مرحلة ساخنة للصراع حول ناقورنو قاراباغ وتغلغلت في منطقة القتال جماعات إرهابية أرمنية تميزها وحشية بحق السكان المدنيين لم يسبق لها مثيل. وكانوا الأرمن يتزودون بجميع أنواع الاسلحة والمعدات الواردة من الخارج والتي إشتروها من الوحدات العسكرية السوفياتية المتمركزة في المنطقة. وعكس ذلك حدث لنا.
حينذاك شكلت أول وحدة إستخباراتية تخريبية التي قتلت من خلال هجماتها "فدائيين" أرمن وإستولت على أسلحتهم. كما نفّذنا هجمات على الوحدات العسكرية السوفياتية التي كانت تبيع للأرمن وبصورة علنية الأسلحة والمعدات الحربية. وهكذا بدأنا بأيدنا العارية في قتال ضد المحتلين الأرمن المتزودين من الخارج والداخل. ولم نتلق أي دعم من السلطات وإعتمدنا على شجاعتنا والمساعدة المتبادلة فحسب.
في يوم من الأيام كشف إلتقاط التحاورات الأرمنية بجهاز لاسلكي أن القائد الميداني الشهير بلقب أفو وصل ليقود الوحدات القتالية الأرمنية في إتجاه مارتوني (أغدام-خوجاواند).

هل يتبين لكم آنذاك أنه مونتي ميلكونان الإرهابي الدولي؟

إنما لم نكن على علم بأنه أحد الإرهابيين الدوليين الأكثر شهرة بفضل جرأته وقسوته والمدعو بمونتي ميلكونان وعرفناه كأفو الذي يتمتع بإحترام الأرمن ونحن المتطوعون العاديون لم نملك المعلومات عن أنه خبير في العمليات التخريبية والأعمال الإرهابية وإحتجاز الرهائن بل وقد شارك في عدة حروب في الشرق الأوسط وكان أحد منظمي الأعمال الإرهابية في مختلف أنحاء العالم.

ماذا قام به من وظائف القائد الميداني مونتي ميلكونان بعد توليه القيادة العسكرية في خوجاواند؟

لقد كان الإمتداد من أغدام إلى خوجاواند يحمل أهمية إستراتيجية أثناء الحرب من أجل قاراباغ. فلذا شهد ذلك الإمتداد إشتباكات الأكثر
 شراسة بين القوات الأرمنية والأذربيجانية. وفي أواخر 1991 ومطلع 1992 بات المشهد في هذا الإمتداد قد ساء حيث وفرت حالة الفوضى والإرتباك السائدة في باكو آنذاك مزيدا من الظروف المواتية للمعتدين الأرمن مما تسبب في وضع خطة للإستيلاء على قرية قاراداغلي التي كانت تُعتبر إحدى القرى الكبرى، إلا أنها فشلت بفضل خطتنا الجريئة إذ أن وحدة قتالية قليلة العدد التي كنت أقودها ألحقت ضربتين قاضيتين بقلب محافظة مارتوني (خوجاواند) المحتلة على أيد المحتلين الأرمن بهدف إلهاء التركيز للعدو من قرية قاراداغلي وبالتالي إستطاعنا من تحرير قلب المحافظة و70% من مساحتها من وحدات قتالية تابعة لميلكونان. وهكذا تمكنا من إرغام العدو على التراجع وإخراج وإنقاذ العدد الكبير من سكان قاراداغلي. لكن قلة عددنا وإنعدام المساعدة والدعم من باكو قد ساعدت في إحتلال قاراداغلي من قبل الوحدات القتالية الأرمنية التابعة لآرابو وآرامو التي مارست إبادة المدنيين حيث تم الأسر والقتل بأشد قساوة والإحراق نحو 100 ساكنها.

على مر فترة محددة إرتكبت الوحدات الأرمنية التابعة لآرابو مذبحة أهالي خوجالي حيث إشترك فيها مونتي ميلكونان وسيرج ساركيسيان (الرئيس الأرمني الحالي) وسيْران أوقانيان (وزير الدفاع الارمني الحالي) وغيرهم من القتلة الأرمن. لقد قتلوا هولاء الوحشيون أكثر من 600 ساكن منهم النساء والأطفل والشيوخ وأسروا زهاء 1300 من المدنيين وما يفوق 1000 إنسان تحولوا إلى معاقين.

ما كان رد وحدتكم على الأعمال غير الإنسانية التي إرتكبها القتلة الأرمن في قاراداغلي وخوجالي؟

إن الأعمال الوحشية التي إقترفها القتلة الأرمن قد تركت في نفسي آثار عميقة. وإثر ذلك وضعتُ صورتي في لوحة الشهداء وكلما ذهبت لمهمة مخابراتية كلما إعتبرتها أخيرة. لقد إستهدفت العمليات التي كنت أنفذها 3 مقاصد: إحباط العمليات العسكرية التي خططها العدو وتجنيب المواقف العسكرية الأذربيجانية نيران العدو وتزويد القيادة العسكرية بمعلومات مؤكدة ودقيقة عن مرابطة العدو وتحركاته. وفي هذه الأثناء نفّذت الوحدة الإستخباراتية التخريبية التي كنت اقودها عددا غفيرا من العمليات وراء خطوط العدو. وكان في مقدورنا عند اللازم أن نتسلل إلى الأراضي الواقعة تحت سيطرة القوات التابعة لأفو (مونتي ميلكونان) وإنتقلنا فيها بحرية تامة مما ساعد في القضاء على مئات الإرهابيين الأرمن.
بالتوازي إستهدفتُ هدفا واحدا تمثل في لقاء أفو (مونتي ميلكونان) وقتله وبذلك كنت سأثأر لدماء الأبرياء من قاراداغلي وخوجالي وغيرهما من القرى. ولتحقيق الهدف المنشود باشرت جمع كل ما يتصل بإنتقالات أفو وعمليات خطط لها. كما طلبت من مقاتلي الوحدة التابعة لي عدم إطلاق النار عليه عند رؤيته والإبلاغ عن ذلك. تعطشت لمواجهته والنظر في عينيه.

رفاقكم بالحرب يقولون أنهم لم يشكوا في لقاءكم إياه عاجلا أو آجلا...

بالتأكيد، مشاعر لقاء أفو لم تكن تفارقني. وفي يونيو عام 1993 شهد طول إمتداد جبهة قاراباغ وضعا عسيرا بسبب الطموحات السياسية التي هزت باكو حينذاك. إذ أن الجيش التابع لسورات حسينوف من جهة وأنصار الجبهة الشعبية التي أدارت السلطة من جهة ثانية دخلوا في المناوشات الدامية من أجل السلطة. وفي مثل هذه اللحظات الحرجة إلا تولي حيدر علييف لزمام الحكم كان سيوقف الحرب الأهلية. تلك التطورات إنتهزها المعتدون الأرمن لمهاجمة خوجاواند بما في ذلك الإستيلاء على المواقف بالغة الإستراتيجية في إتجاه أغجابيدي وتاختاكوربو وبيلاجان وفضولي والطرقات الأخرى المؤدية إلى قلب الدولة وعاصمتها. وكلفت القيادة الارمنية أفو بتنفيذ تلك المخططات. واشارت معلوماتنا الإستخباراتية إلى أن الطرف الأرمني يعد بقوة لعملية عسكرية كبرى في إتجاه خوجاواند ويجمع لذلك مجموعة هجمية ضخمة من الجنود والمعدات والآلات الحربية.

تحدّثون لنا كيف تمكنتم من القضاء على مونتي ميلكونان؟

كلفوا الوحدة التابعة لي بتسلل إلى أراضي العدو ومعرفة مرابطة قواته وعددها وتحركاتها. وفعلنا ذلك ونحن فرقة مكونة من 14 مقاتل وجمعنا معلومات لازمة وضرورية في غضون يومين. في الليلة من 11 إلى 12 يونيو تغلغلنا إلى موغانلي قريتي الأم التي كانت تحت سيطرة القوات المسلحة الأرمنية. وعند الفجر قمنا بزيارة قبور ذوينا في مقبرة عامة بالقرية وذهبتُ بعد ذلك إلى منزلي الذي دمره الأرمن وأحرقوه ومن ثم أخذتُ أربعة من الجنود وتوغلنا في عمق المواقف الأرمنية ورأينا حراك السيارة من طراز УАЗ الآتية من إتجاه قلب محافظة خوجاواند وقرية كوراباتكينو إلى قرية موغانلي. وبعد مرور فترة وجيزة تعثرت السيارة في النهر الجبالي خوناشان وترجل منها رجل في زي عسكري الذي أمر بالمرافقين الإثنين له ببقاء كما هما وتوجه إلى موغانلي. ونظر أحد من رفاقي في المنظار وقال: "يبدو أنه أفو!" ورددت: "إنه أفو وأنا إيباد وهذا هو قتالي" وذهبت على آثاره.
لقد تواجهنا وإياه في فناء المدرسة الريفية التي درست فيها ونظرنا في بعضنا البعض بصمت بين أن كل منا وجّه سلاحه إلى غيره وقلت بصوت خافت: "ألق سلاحا!" أرادت أن آسره. وبدأ أفو يتوسل كيلا أطلق النار عليه، بينما أرى كيف تستطيل إصبعه إلى زناد البندقية الآلية وأطلقتُ النار التي أسقطته على الأرض وألقى سلاحه غير أنه طفر نحو الصعود لكي يقوم ويطلق النار علي. وأطلقتُ النار مجددا مما أدى إلى سقوطه نهائيا وثم جثا على ركبتيه وحاول باللغة التركية أن يبتهل إلي. وفي هذه اللحظة بالذات رأيت في عينيه خيبة الأمل والأسف الشديد على أنه يلقى حتفه على أرض غريبة التي أراق عليها بلا عقاب دماء الأبرياء. لكني أسقطته على ظهره و قطعت رأسه كي يحفظ الأرمن للأبد أن ميلكونان لقي مصرعه على يد المقاتل الأذربيجاني. إنما الثقة بالنفس غير المبررة قد أهلكت ميلكونان حيث كان قاتلا محترفا ولم يتوقع أنه
مطلوب من قبل المقاتلين الأذربيجانيين منذ فترة طويلة وأيضا لم يتخيل مصرعه على يد مقاتل أذربيجاني في ال 22 من العمر.
وبالمناسبة كانوا الأرمن مضطرين لوضع رأس غير رأس ميلكونان وتعصيبه ودفنه مع جثمانه بحيث لا يعرف أحد في يريفان أن "بطله" فقد في قرية موغانلي رأسه. وهنالك في قرية موغانلي أخذت كل ما كان في حوزة أفو من الوثائق والصور بما فيها المذكرة والسلاح وجمعت مقاتليّ وواصلت التوغل في عمق المواقف الأرمنية (يمكنكم الإطلاع على تفاصيل القضاء على مونتي ميلكونان عبر الموقع الإلكتروني التابع لإيباد حسينوف).

هل طال بحث الأرمن عن قائدهم أفو؟

لقد أخذ الأرمن في البحث عن أفو وبصورة محمومة بعد مرور عدة ساعات من مقتله. وآتى إلى موغانلي عدد من سيارات الشحن الغاصة بالمقاتلين الأرمن بما فيها 4 مدرعات التي بدأت بتمشيط القرية. القوات الارمنية إنتشرت في القرية للتو وشرعت في تمشيطها داعية "أفو! أفو!". وكانت الوحدة التابعة لي تتابع ما جرى من المأوى وكنا مدركين أن الأرمن سيطوقون كامل خط الجبهة فور العثور على جثة أفو. فلذا إتخذتُ قرارا جريئا حيث حرّكتُ الوحدة في الإتجاه المعاكس نحو قلب محافظة خوجاواند المحتلة وإتخذنا موقفا على بعد عدة خطوات من الموقف الأرمني وشاهدنا الفوضى الحاكمة بعد مقتل أفو. وثم تحت ستار الليل قامت وحدتنا خلال يومين بإلتفاف واسع إلى الجزء الخلفي من المواقف الأرمنية وإقتربت في يوم ثالث من المواقف الأذربيجانية بقرية مارزيلي التابعة لمحافظة أغدام.

أنتم تعلمون أن الأرمن لا يريدون أن يعترفوا ملابسات وفاة مونتي ميلكونان ويحاولون تعظيم مشهد وفاته كالبطل من خلال الأساطيرالمختلفة عن اللحظات الأخيرة من حياته؟

تتملكني مشاعر الفخر بأني قتلت أفو في موغانلي بالذات التي هي قريتي الأم وأن أحد من أقس القتلة للقي مصرعه هناك. والجزء ليس بالكبير من منطقة نفوذ ناغورنو قاراباغ السابقة بمحافظة خوجاولاند تم تحريره من المحتلين الأرمن وتمكنا من الحفاظ عليه خلال حرب قاراباغ بفضل شجاعة وحدتنا الصغيرة عددا. وذلك الجزء التابع لمحافظة خوجاواند الذي يتمثل في 18 ألفا هيكتار يعد اليوم نقطة إرتكاز للجيش الأذربيجاني ومنها سوف نهرع إلى المعركة بأمر من قائدنا الأعلى للقوات المسلحة ونطرد المحتلين الأرمن من كافة الأراضي الأذربيجانية المحتلة وأنا على أتم الإستعداد للتضحية بحياتي من أجل سيادة أذربيجان مهما كانت الإصابات التي لحقت بي.


يقولون أن المعجزة الحقيقية حدثت لكم حيث إستطعتم البقاء على قيد الحياة مهما أصبتم بإصابة قاتلة أثناء الحرب من أجل قاراباغ؟


إن جروحا خفيفة بل وخماشة ما لحقت بي بالكاد إبان السنوات الثلاثة من القتال وإعتبر رفاقي بالسلاح ذلك شيئاً فوق العادة، إلا أني قد أصبتُ بإصابات خطيرة عام 1993 حينما دست على لغم مما ادى إلى إختراق شظايا جمجمتي والذراع والساق ووقعت في غيبوبة وبعد مرور اليوم ال28 من غيبوبة فقد الأطباء الأمل لإنقاذ حياتي. ومن باب الصدفة وصل من موسكو الجراح الشهير الذي رأى حالتي غير المؤملة وإستأذن
أقاربي في تشريح جمجمتي كي يكشف أسباب الغيبوبة من ناحية طبية وبحثية بحتة. وقال أنه يقوم بذلك لأجل العلم وليس هناك ما يضمن أني سأبقى على قيد الحياة. وبعدما شرّح جمجمتي إكتشف نزفا كبيرا في الداخل نتج عن الأورام الدموية ما كان يعرقل عمل الدماغ والجسم بشكل طبيعي وبعد إزالة تلك الأورام الدموية برزت بارقة الأمل بأني سأبقى على قيد الحياة. وخرجتُ من غيبوبة وعدت إلى الحياة الطبيعية رغم توقعات الأطباء بأني سأستمر معاقا للأبد. وعدت بواسطة عكازين من سرير بالمستشفى إلى موقع وحدتي العسكرية على خط المواجهة مباشرة حيث أعادت رغبتي الشديدة في محاربة العدو القدرة على المشي.
وحتى الآن أنا على أتم الإستعداد وأنتظر ساعة حيث أعاود سحق المحتلين وأحرر موغانلي قريتي الأم التي وجد فيها مونتي ميلكونان حتفه وأراضينا بأكملها. هذه الفكرة تلهمني والعديد من الجنود الأذربيجانيين الجاهزين لتضحية من أجل الإنتقام من العدو وإستعادة سيادة أذربيجان.

رضوان حسينوف

Комментарии: